ليلة شتاء
جلست في الزاوية الابعد عن باب غرفتي وأسندت ظهري على الجدار البارد فسرت قشعريرة شديدة في بدني حملتني على سحب الغطاء الذي فرشته على سريري وتوشحته ليقيني برودة الجو في الغرفة التي بدت خالية من ألأحياء ما خلاي .
رمقت الساعة التي توسطت الجدار ألأبيض قبالتي لأراها قاربت السابعة مساءاً ، كان الوقت لا يزال باكراً على موعد نومي ، لكني أنهيت أعمالي قبل وقتٍ قصير ولم أشعر بالنعاس بعد كي أخلد للنوم . فقررت أن أكتب شيئاً لإقتل الوقت وأتعب فكري لعل النعاس يدركني . ألأ إني سرعان ما ازحت هذه الفكرة عن رأسي لأني لم أجرأ أن أخرج يدي من تحت الدثار لشدة البرودة ، وما هي إلأ هنيهةً حتى إنقطع التيار الكهربائي ، حينها فقط لمعت في رأسي فكرةً تناسب الظروف الحالية فقررت أن أستعرض شريط حياتي ونويت أن أذكر ألأشياء الجميلة وألأحداث السعيدة ، وبالفعل بدأت أستذكر تلك المواقف التي لم تتجاوز أصابع اليد في عديدها وبالرغم من ذلك لم اشعر بالسعادة لأن تلك ألأحداث تخللها الكثير من ألأمور السيئة . بعدها توقفت فقد إنتهت ألأحداث السعيدة ، فنزلت من سريري وبحثت عن المصباح الكهربائي ومشيت عدة خطوات لأقف قبالة الجدار لانظر الى الساعة فوجدت عقاربها قد تحركت عشر دقائق فقط ، حينها تجمد فكري فإعتقدت أن برودة الجو هي السبب لكن سرعان ما تلاشت هذه الفكرة وحلت محلها حقيقة أخرى وهي أني بدأت أفكر بالامور السيئة ، فبت أطرد تلك ألأحداث من رأسي إلأ إني فشلت في ذلك فلم يكن أمامي سوى ألأستسلام لهذه الفكرة فأحترت من أين أبدأ أمن الماضي أم الحاضر ؟؟ عندها قررت أن لا أثير غبار الزمن عن الماضي ولا أهيج أحزاني وإرهق تفكيري بالذكريات ، فالحاضر ليس بقاصرٍ !!!
وبدأت بأحداث يوم أمس وما قبله بيومين فقط فشعرت أن أنفاسي صارت حسرات وأن جبيني تندى بقطرات العرق ، فقد إرتفعت درجة حرارتي ، توقفت عن التفكير لأحاول النسيان ، أطرقت برأسي وشعرت بفراغٍ كبير فيه ، وأغمضت عيني لأرى السبب ، لم أرى سوى الظلام الدامس ، كان قاتماً كليلتي هذه التي غاب قمرها خلف ستائر الغيوم ، بعدها حاولت أن أفتح عيني من جديد إلأ إنهما كانتا مثقلتان بالنعاس ، حاولت أن أخمِّن كم مضى عليَّ من الوقت إلأ اني لم أستطع ذلك فنهضت بصعوبة لأبحث عن المصباح الكهربائي ولكن دون جدوى ، وبينا أنا كذلك إذ عاد التيار الكهربائي من جديد ، فرحت بعودته ونظرت الى الساعة لأجدها تشير الى الحادية عشرة ليلاً ففرحت أكثر لأني إستطعت أن أقتل الوقت بأحزاني ، وعدت فوراً الى سريري وإستسلمت للنوم العميق ..........